جد البارحة حادث مرور قاتل ذهب ضحيته شاب في مقتبل العمر أصيل قرية بازمة من ولاية قبلي … في طريق مظلم جدا حد العتمة.. وتعامل مع الحادث ونتائجه بكل برود في طقس بارد وممطر .. حركة المرور معطلة وأعوان الأمن يعانون الفوضى … اتصالات من هنا وهناك لإنقاذ الموقف … شاب ممدد على جانب الطريق والدماء تغطيه وضعه أعوان الحماية المدنية في كيس وأحكموا إغلاقه ثم غادروا المكان لنقل أحد المصابين ….

مشهد مروع جدا وطال الإنتظار لوصول سيارة الإسعاف من المستشفى الجهوي بقبلي …. ولم تصل … اتصلت بالمدير الجهوي للصحة فكان رده عدم قانونية نقله على سيارة الاسعاف ؟؟؟ لكم أن تتساءلوا من المخول له القيام بهذه المهمة ؟ عن أي قانون تتحدث سيدي المدير الجهوي ؟ هل سيكون هذا ردك لو كان الميت مواطنا أجنبيا ؟ ألم تسخر وزارة الصحة أسطولا من سيارات الإسعاف لنقل قتلى العمليات الارهابية ؟ من ينقل قتلانا في حوادث الطرقات ؟ سيدي الكريم هذا قانونكم و ليس قانون الدولة التونسية ؟ ونعلم جيدا ما يكفله لنا القانون …

تطوع أحد المواطنين لنقل القتيل على سيارته الخاصة واصطحبه أحد أعوان الأمن فهل يرضيك هذا ؟ خاصة وأن مستشفاكم ترقد به أكثر من سيارة اسعاف ؟ وتواصلت المعاناة و اللامبالاة والبرود في التعامل مع أقصى وأقسى وضعية يمكن أن يجد الانسان نفسه فيها فحين وصلنا الى المستشفى الى بيت الأموات بالذات لم نجد أحدا لإستقبالنا وانتظرنا مايقارب الساعة ليحل ركب من من المفترض أن يكونوا أحرص الناس على حفظ كرامة الميت وهم اطارات الصحة العمومية وعلى رأسهم الطبيب …. خلال تلك الساعة من الانتظار كاد أن يحصل مالا تحمد عقباه لولا تدخل العقلاء حيث تشنجت الأعصاب و تشابكت الأيدي و تعالت الأصوات فلا أحد يستطيع أن يجزم بهوية القتيل ….

معاناة وجنون من قبل الشباب الحاضر و معاناة أكبر يتكبدها أعوان الأمن الحريصين على تأمين المكان و حفظ النظام … معاناة نتيجة لامبالاة اطارات الصحة بالمستشفى المسؤولين على مثل هذه الحالات فهل يعقل أن تستباح كرامة الميت بهذا الشكل ؟ ربما لم يكتمل هذا المقال و لم يصف الوضع بأدق تفاصيله فما يهمني هو الجانب الإنساني في مثل هذه الحالات أما الجانب القانوني فيأتي في درجة ثانوية فمتى ماتت ضمائرنا لن تحييها أعتى القوانين الدولية …..

 

رفيق شريبة

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *